المعمارية الراحلة زها حديد من مخرجات مادة الهندسة المجسمة :

بقلم ا. د المتمرس فائق السامرائي.. كلية بلاد الرافدين الجامعة..
مادة الهندسة المجسمة تدرس في العراق في نهاية المرحلة الاعدادية بفرعها العلمي منذ بدء التعليم العام في العراق منذ بدايته في الربع الاول من القرن العشرين ولحد الان . في اولها حضت في منزلة كبيرة بين مواد الدراسة الاخرى وتتمثل بثلاث ساعات اسبوعية ويجري امتحان الطلبة فيها بمعزل عن مادة الجبر في الرياضيات وان درجتها في الامتحان الوزاري مستقلة ولها نسبتها الواضحة من اصل معدل التخرج لهذا كان تدريس هذه الماده يحضى باهتمام كبير من قبل الطلبة والمدرسين .
تعاقبت كتبها التي كانت معتمدة خلال القرن العشرين بنسخ عدة كان اولها كتاب الهندسة المجسمة لمؤلفه الانكليزي جورج ونتورث وترجم للعربية تربع على عرش تدريسها لعقود عدة والى نهاية الخمسينيات بعدها سادت اربعة نسخ متتالية ماهي الانسخ مصغرة لكتاب جورج ونتورث .تضمن كتاب جورج ونتورث اكثر من 500 سؤال غير محلول كما تضمن في حدود 100او اكثر مبرهنة محلولة ولايوجد فيه اي مثال محلول وانما ترك حل تمارينها على الطالب عليه ان يفكر في حلها وبمساعدت المدرسين وحينها لم تكن الكتب المساعدة موجودة و ممنوع بيع كتب الحلول في المكتبات
تضمنت هذه المادة الاجسام التي نتعامل بها في حياتنا اليومية مثل المكعب والاسطوانه والكرة والهرم ..الخ خواص هذه الاجسام وبنيتها .
وكانت اسئلة الامتحان الوزاري من بين هذه الاسئلة غير المحلولة والمبرهنات .
طابعها تنمية التفكير الاستنتاجي والاستدلالي والتفكير الفراغي في حل المشكلات ومن خبرتي في التدريس التي تجاوزت الخمسين عاما لم استطيع ان انكر من ان هذه المادة الدراسية هي اكثر المواد مساهمة في تنمية التفكير الفراغي بشكله الخاص والمجرد بشكله العام .علما ان الطالب في هذه المرحلة العمرية تجد ان تفكيره منطلقا وسباقا لان يلتهم الافكار باشكالها المجردة وفي الفراغ وهذا ما تؤيده نظريات التعليم والتعلم ومنها نظرية بياجية البنائية ونظرية كانية الانتقائية ونظرية اوزبل الاستنباطيه التي اكدت على التعلم ذو المعنى ونظريات اخرى .
نجد الان موضوعات الهندسة المجسمة مجزئة في كتب الرياضيات ووزنها في كتب الرياضيات ضعيفا والمدرس قليل الاهتمام بها علما ان الاجسام التي تتناولها نجدها في كتب رياضيات المرحلة الابتدائية وان برنامج بكلوريوس قسم الرياضيات في كليات التربية لايتناولها ولو سألت احد الخريخين عن خواص هذه الاجسام يتعثر في الاجابة عليها لان فاقد الشيء لا يعطيه . وانا اكتب هذه الاسطر تذكرت تاكيد المفكر بوليا في كتابه البحث عن الحل بان وضع البرهان الهندسي في قمة هرم تنمية التفكير في حل المشكلات .
ان المبدعة العالمية الراحلة والمهندسة المعمارية زها حديد من مخرجات كتاب الهندسة المجسمه لمؤلفه جورج ونتورث
وان تكرار زها حديد صعب المنال وخصوصا بعد تركنا المادة الاكثر مساهمة في بناء التفكير البنيوي الاستدلالي والخيال الفراغي ومثل الراحله زها حديد ومن جيلها والذين عاصر وها كثر مثل المرحوم عبد الجبار عبدالله واخرون .
انا لا اقول ان المناهج الحالية ليس لها الفعل نفسه في بناء العقل لكني لست متاكدا فكيف لي الاقرار بالابتعاد عن برنامج اكد نفسه والذهاب الى برنامج لست متاكدا منه .
حيا الله العراق واهله وانا متاكد من ان المبدعون في العراق كثر وهم بنفس الهمة التي عهدناها في الماضي القريب والبعيد وينتظرون من يقف بجانبهم ويدعمهم .والله ولي التوفيق .
أ.د.فائق فاضل السامرائي _فلسفة التربية _تدريس الرياضيات _كلية بلاد الرافدين الجامعة